جاري تحميل ... REKO2

إعلان الرئيسية

آخر المواضيع

إعلان في أعلي التدوينة

الذكاةتربية الاطفال

الذكاة هى مصدر السعادة الحقيقية

كنت اعمل مشرفة معلمات في إحدى المدارس،وفي ساعة الإفطار  (الفسحة)وبينما نحن  جلوس عند المدخل حيث ملتقى الأمهات اللاتي يحضرن
 وجبة(الفطور)لأبنائهن، جاءت تلك الام وهي تحمل (فطور) ابنها والحقيقة  لم يكن لي كثير اهتمام بما يدور حولي من حديث لانشغالي بالتحضير.ولكن جذب انتباهي حديثها مع طفلها وهو في الصف الثاني الابتدائى حين قدمت إليه (السندويتش )

وقالت له: ( كل انت واصحابك) ،كانت هذه العبارة كفيلة بتحريك الفضول في داخلي وصرف بصري بصورة تلقائية إلى ( فطور هذا الطفل) وتوقعت أن تكون كبيرة بحيث تحتوي على عدد من (السندويتشات ) - حسب كلمة كل انت واصحابك - لكنى تفاجأت به (انه ساندويتش واحد ) ثم أعطته مبلغ خمسة جنيهات( للتحلية ) بدأت اراقب الطفل لأرى أصحابه الذين سيتشاركون معه هذا ( الفطور) فإذا به  يدعو  أصحابه بكل مودة ويقدم لهم (اتفضل , اتفضل )منهم من أبى وهم الأكثر، ومنهم من اقتطع قطعة صغيرة لم تؤثر في صغر (الرغيف) واكل ما تبقى منها    وذهب للتحلية
.
القصة لم تنتهي ولكن بالنسبة لي شعرت أنني بصدد درس مهم لاتعلمه ،وتركت ما كان يشغلني وبدأت اتأمل في حال الأمهات كم واحدة ستقول لابنها ( كل انت واصحابك)وجاءني الرد عندما رأيت أم أخرى وهي تمسك (بفطور) ابنها وتصر على اطعامه بنفسها حتى آخر لقمة وكأنها تقول لى  ( اذا لم افعل ذلك سيأكلوه منه) ابتسمت ! ولكن لم أدري اتعجبا ام تاييدا !

فرجعت ببصري إلى الطفل الأول صاحب( الخمسة جنيه)-وقد رجع إلى أمه بعد (التحلية) اذا به اعطاها جنيه وظننت  انه يرد لها الباقي بعد أن استهلك أربعة جنيهات ولكنه قال لها (كدا بقو كام؟ ) اي ،كم أصبح عدد الجنيهات  ؟
لا أذكر المبلغ الذي أجابت به، لكني وحسب اعتقادي انني في درس ولابد من الاستفادة من كل تفاصيله سرعان ما سألتها( جميل انك بتعلمى ابنك التوفير) 

 فضحكت واحسب انها ضحكت على فضولي وقالت لي ( هذا ليس توفير هذه صدقة ) ازددت تعجبا وإعجابا وقلت :صدقة إيه؟ قالت لي :عملت صندوق صدقة في البيت وكل يوم انا واولادي وابوهم كل واحد يضع جنيه بنية الصدقة وبعد ما تصبح مبلغ جيد بنساعد بيه اي محتاج.
قلت لها :طيب ليه ما تعطيه الجنيه من المنزل وتعطيه من الاول أربعة جنيه بدل خمسات ؟ قالت لي انا قصدت انه يتعلم يقاوم رغباته ويعرف ياخد المصروف حسب  الحاجة ويتعلم أن حق ربنا لا يجب ان نضيعه ويجب ان نهتم به
طال حديثنا حتى نهاية( الفسحة)  وأخذت منها فوائد كثيرة في تعاملها مع أبناءها ومن أهم تلك الفوائد أن هذا أوان الغرس الحقيقي نعم هذا هو الوقت المناسب لغرس القيم لأنها تتشرب في نفوس الأطفال بشكل عميق لا نتركهم بحجة أنهم صغار  .
وفي ذلك اليوم انشغل فكري بهذا الأمر لدرجة اني بدأت اقارن بين هذه الأم التي تربي ابنها على العطاء وتلك التي جاءت لتحميه من التغول عليه حسب فكرها وبدأت ارصد الأمهات فوجدت أمثال هذه الأخيرة كثير فكم من ام جاءت لتشتكي أن هناك من ( أخذ من ابنها حتة من فطوره) وتراها تهيج وتتوعد شرا بااكل  فطور ابنها !
انطبعت في ذاكرتي صورة الطلفين وصرت اعرفهم دون غيرهم رغم أنني ليس لي علاقة بالتلاميذ لكنه الشغف بأخذ العبر فكنت دائما اراقب سلوكهم فاجد صاحب العطاء هينا لينا قنوعا ،بينما أجد الآخر لا يقنع بما عنده (يمنع حسب وصية امه)ويطمع في حق غيره بل وينظر إلى مافي أيديهم تلك النظرة الجائعة الطامعة  كأنه لا اكل و لا  حتى ذاق طعم الأكل.
سبحان الملك!
وصلتني الرسالة ..
 انه التعامل مع الله في الذرية
فكلما عظمنا الله في نفوسهم كلما رأينا ثمرة ذلك في سلوكهم ..
نعم... فعندما حفظ الله عز وجل ذلك الكنز للغلامين قال :- كان ابوهما صالحا .
صالحا في كل شيء .
انا لا اعلم نية هؤلاء الأمهات لكني رأيت ثمرة غرس كل واحدة منهن فبينما كان صاحب العطاء يشبع بالقليل الذي يتبقى له كان الآخر ياكل كل ما لديه ولسان حاله

يقول هل من مزيد !
الطفل لا يعلم أمر النوايا  لكن الام تفعل كل شيء بنية .
ويا بخت من كانت نيتها له.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *